Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار عاجلة

“فضل سيناء” بقلم د.إبراهيم محرم


-د.أبراهيم محرم
سيناء معناها في اللغة الحجر ، قيل سميت البلاد سيناء : لكثرة جبالها . وقيل إنّ اسم سيناء مأخوذ من السين بمعنى القمر في العبرانية ، لأنّ أهلها كانوا قديما يعبدون القمر ، بل يكفي لنسبتها إلى القمر حسن الليالي المقمرة فيها ثمّ إنّ كلمة سينا قد تعرّبت من العبريّة أو السريانيّة ، فإنّ الكلمة في العبريّة هكذا- سيني . وفي السريانيّة- سيني- أيضا . وفي اليونانيّة- سينا . فكلّ من سيناء والسينين : مأخوذ من هذه اللغات بزيادة الهمزة أو النون في آخره مع تغيير مختصر ثم إن من اللغويين أيضا من قالوا سميت بذلك من الحسن وقد عني القرآن بها عناية خاصة حيث أقسم بجزء منها في القرآن تارة ينسبه إليها وتارة يقسم به من غير نسبة.


فأما الذي من غير نسبة فقوله تعالى (والطور وكتاب مسطور) فقد أقسم الله تعالى وسط مواطن مشرفة فالطور مشرف والكتاب المسطور يعني اللوح المحفوظ مشرف أيضا لاحتوائه على أسرار الكون والبيت المعمور فوق السماء السابعة له شرف أيضا بتسبيح الملائك فيه والبحر المسجور أي الممتلئ فضلا عن أنه سمى السورة باسمه ومن عظيم الإعجاز أنه مع عظيم الجمال فيه إلا أن الله تعالى أقسم به على الجلال وهو وقوع العذاب (إن عذاب ربك لواقع) للإشارة إلى زجر من يتعرض له ولو بسوء نيه في الدنيا والآخرة وأما القسم الثاني فقد أقسم به منسوبا إلى أرض سيناء فقال تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)فقد أقسم بها مع بلد مشرف وشجرتين مشرفتين ينبتان بها وجواب القسم( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) للإشارة إلى القسم بالموطن الكامل على حسن خلق من يسكن فيه وهو الإنسان وجدير بالذكر أن الله تعالى راعى الترتيب الزماني فأقسم بطور سيناء أولا لأن موسى بعث قبل سيدنا صلى الله عليه وسلم ليكون بمثابة التخلية قبل التحلية وهي القسم بموطن ميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ذكر الله تعالى الطور عشر مرات في القرآن عناية به والطور هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى وقال مجاهد الطور هو بالسريانية الجبل قلت الجبل المبارك هذا وقد بارك الله أرضها على العموم فقال سبحانه (فلما أتها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ) كما قدس الله تعالى أرضها مدا من اسم الله القدوس قال تعالى ( وهل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ) ومعنى طوى الوادي العميق المستدير وسمي بذلك لأن موسى طواه مرتين أي جازه وعبر به مرتين أما ثناء الله على شجرها فصريح واضح من قوله تبارك وتعالى ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) والمراد شجرة الزيتون وأفردها بالذكر لعظيم منافعها في أرض الشام والحجاز وغيرهما من البلاد ولقلة تعاهدها بالسقي والحفر وغير ذلك من المراعاة في سائر الأشجار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)رواه الإمام أحمد وقال أيضا (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة) رواه عبد بن حميد في مسنده وتفسيره ورواه الترمذي بغير وجه ومن أحداثها التقاء موسى عليه السلام بالعبد الصالح في أرضها المباركة قال تعالى (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) قال الإمام الأكبر الراحل الأستاذ الدكتور سيد طنطاوي رحمه الله مجمع البحرين المكان الذي يلتقي فيه البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط ومجمعهما مكان التقائهما في مجمع خليجي العقبة والسويس في البحر الأحمر وهذه المنطقة كانت مسرح تاريخ بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر كما شرفت بوطئها العديد من الأنبياء كسيدنا إبراهيم ولوط ويوسف ويعقوب وأيوب وشعيب وداود وصالح وموسى وهارون وعيسى ومن خلالها اشتم يعقوب عليه السلام ريح ولده يوسف عليه السلام لما مرت عير إخوته بأرض سيناء تحديدا أرض العريش حيث هبت ريح طيبة من الجنة مع إلقاء القميص على وجه يعقوب عليه السلام فعرف أن هذه الريح لا تكون إلا ليوسف عليه السلام فقال (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)وتفندون أي تسفهوني ويلزمنا الدفاع عنها محبة فيها بحب الله لها وبحث القرآن على حبها وبمدح النبي صلى الله عليه وسلم لها ثم لنخلد تاريخ الأباء والأجداد الذين ارتوت أرضها بدمائهم شهداء في سبيل الله ونصرهم الله ثم لا ينبغي التفريط في مثقال ذرة من ترابها وذلك بالجهاد في الدفاع والذب عنها الأعداء المعتدين كاليهود الملاعين أبناء القردة والخنازير ولنعلم أنها محل مطمع فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي وحسنه، وفي رواية أنس بن مالك رضي الله عنه عند أبي يعلى: (عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ الله، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله).عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرَّوحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة، خيرٌ من الدنيا وما عليها”.رواه البخاري وعنْ أَبي الأعْوَر سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ، أَحدِ العشَرةِ المشْهُودِ لَهمْ بالجنَّةِ، ، قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ ﷺ يقولُ: منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ.


رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
حفظ الله أرض سيناء وجعلنا من أهل نصرتها دنيا ودين بجاه جدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم

السيد الجمل

مدير مكتب الغربية لجريدة مصر المستقبل التابعة للمجلس الأعلى للصحافة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى