
زمن الإنسان عمره وعمره رأس ماله ولو لم يعتني القرآن بالأزمان لضيعها الإنسان والجان ولما كان لها اعتبار في الأكوان ومن تكريم القرآن للزمان ذكر جل أوقاته من الليل والنهار والسنة والعام والحول والدهر والساعة والحين وقبل وبعد وما شاكل ذلك ولم يكتف القرآن بعنايته بالأزمان حتى خصص الله بها الأعمال المتعلقة بالله والناس فمثال المتعلق بالله الصلاة قال تعالى(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)ومثاله للإنسان (يا أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه) وقد جمع الله بينهما في قوله(يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)وجدير بالذكر أن الله تعالى خصص للأوقات الشريفة ست سور في القرآن فسورة الجمعة دلت على شرفه من حيث خلق الله فيه ءادم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة وفيه صلاة الجمعة وهو عيد الأسبوع فضلا عن أن فيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله حاجته إلا قضاها الله له كما جاء في الحديث الشريف فضلا عن أن الله سمى خطبتها ذكرا (يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) وسورة الفجر ليغتنم الإنسان الوقت من أوله لا يغفل عنه ولا يدري متى توافيه المنية ثم الليل لشرفه ولقرب العبد فيه من ربه ولأن الله تعالى جعله لباسا وجعل النهار معاشا ثم الضحى هذا الوقت الشريف نصر الله فيه موسى على فرعون وبه أقسم الله لحبيبه قائلا له(والضحى واليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى)وشرف الصالحين بفعل الصالحات في العصر والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر)ولشرف النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزله عليه قال (إنا أنزلناه في ليلة القدر)وقال عنها أيضا (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) فضلا عن أن الله ذكر الليل في القرآن 92مرة والنهار ذكر 57مرة واليوم 474 وذكرت مادة ق ب ل 294 ومادة ب ع د 233 ولم يذكر الله تعالى الزمان في القرآن نصا بينما ذكر مفهومه الذي هو أدل من الإسم لكن الزمان ذكر في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض اللهم بارك لنا في أزماننا وأحسن لنا فيها خواتيمنا واغفر لنا ما سلف منا بجاه جدي وحبيبي صلى الله عليه وسلم
